سوف نتحدث عن اهم آثار الاقصر بهذين التمثالين الضخمين الذين يشرفان من علو عشرين مترا على بساط سندسى اخضر. يقف هذان التمثالان المنعزلان وسط الفضاء الشاسع شاهدين على مكان المعبد الضخم الذى شيده الملك امنحوتب الثالث،اذ كانا قائمين امام مدخل صــــرحه الاول. وقد اندثر هذا المعبد تماما ولم يبقى منه ســـوى لوحة من الحجر الرملى ملقاة خلـــف التمثالين تم ترميمها مــؤخرا ، وأجــزاء من عناصر مـختلفة كما تم اكتشاف بعض التماثيل الخاصــــــة بالــــملك امــــنـحوتب الثالث. اقام الملك امنحوتب الثالث هذين التمثالين عند مدخل معبده الجنائزى ، فلما كان القرن الاول قبل الميلاد اى بعد حـــوالى 1300 عام على اقامــــتها تصدعت بعض اجزائهما وحدثت بالأيسر منها بعض الشقوق. وكان اذا مر هواء الصباح فى تلك الشقوق المشبعة بالندى ســــمع له ازير وصفير كالغناء مما حـــدا بمؤرخى اليونان الذين زاروا مصر فى القرن الاول قبل الميلاد ان يزعموا ان التمثال يغنى مع شروق الشمس وسجلو هذه الظاهرة الغريبة كتابة على ساق التمثال وقاعدته وكتبو قصائد باليونانية عن ذلك.
واهتم كثيرون بتلك الظاهرة حتى جاء الامبراطور الرومانى "هدريان" وزوجته "يبـينا" فـقضوا عدة ايام بجوار التمثال للاستماع بغنائه،وحرص كثير من العظماء والمؤرخين على تسجيل اسمائهم على التمثال ، فنرى ثمانية اسماء من حكام مصر من الرومان مسجلة عليه.
اما عن الربط بين هذين التمثالين وبين "ممنون" فإن لليونان فى ذلك اسطورة لا تخلو من طرافة. لقد نسبا التمثالان الى احد الابطال الاثيوبيين ويدعى "ممنون" الذى اشترك فى حرب طراودة، وحدث ان قتله "اخيل" احد الابطال اليونانيين فى تلك الحرب. وكان ممنون يعتبر بنا للفجر "ايوس" وزعموا ان هذا البطل الذى مات مقتولا،كان يحيى امه مع نسامت كل صباح بصوت حزين. وزعمو ان الندى الذى كان يتساقط حينذاك هو دموع امه الثـكلى. واراد القدر ان يضع حدا للأساطير التى كانت تحاك حول هذين التمثالين ، ذلك انه عندما قام احد الاباطرة الرومان باصلاح ماكان قد تصدع من التمثالين قام بذلك فى حوالى عام 200م توقف الصوت الى الابد ، الصوت الذى بقى زمنا طويلا سببا لتوافد الزوار والرحالة الى مصر،ولتبق الحقيقة الواقعة ، وهى ان هذين التمثالين هما للملك امنحوتب الثالث احد ملوك الاسرة الثامنة عشرة وهى اقوى اسرة حاكمة فى التاريخ المصرى القديم.