محمية العميد الطبيعية

2019/04/14 06:27 ص

محمية العميد تقع في نطاق محافظة مطروح وتتبع إداريا مركز الحمام أحد مراكز المحافظة وتمتد مــن أمام علامــة الكيلومـتر 70 على طريق الإسـكندرية مطروح الـساحلي بطـول 30 كـم جهـة الغـرب وبعمـق 23.5 كم من شاطئ البحر المتوسط لجهة الجنوب وتبلغ مساحتها حوالي 705 كم مربع وقد أعلنتها منظمة اليونسكو العالمية عام 1981م كمحمية محيط حيوى وكانت مساحة المحمية فى هذا الوقت كيلو متر واحد فقط ثم أعلنت المحمية من جهاز شئون البيئة فى إطار القانون رقم 102 لسنة 1983م بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 671 لسنة 1986 كمحمية طبيعية ثم تم تعديله بالقرار رقم 3276 لعام 1996م ويمكن الوصول إليها من القــاهرة من طريق القاهرة الإسكندرية الـصحراوي حتي علامة الكيلومتر 102 ثم طريق وادي النطرون العلمين فطريــق الإسكندرية مطروح الساحلي ومن مطروح من طريق الإسكندرية مطروح الساحلي وتبعد المحمية عن ميناء الدخيلة البحري بالإسكندرية مسافة 80 كم وعن مطار الإسكندرية الدولي مسافة 90 كم شرقا وعن مطار الضبعة الدولي مسافة 100 كم غربا كما تبعد عن مرسى مطروح بمسافة 200 كم غربا وتعد محميــة العميــد نموذجا مثاليا مــن البيئات الصحراوية الجافة علــى ساحل البحر المتوسط وتأتي أهميــة المحمية لإحتوائها عـى نماذج عديدة ومتباينة مــن البيئات والمجتمعات البيولوجية وأنماط إسـتخدام الأراضي والمـستوطنات الـسكانية الصحراوية وتضم المحمية أكثر مـــن 864 نوع من الكائنات الحية موزعة داخلها على 6 بيئات طبيعية ……

 

وتعود الأهمية الجيولوجية للمحمية نظرا لوجود تركيبـــات جيولوجيـــة سطحية داخـــل المحميـة حيث نجد المنطقة مغطاة بتكوينات رسوبية من العصرين الميوسين والهالوسين ومنها رواسب شاطئية وكثبان رملية ورواسب خلجانية وتكوينات طباشيرية أهمها الكثبـان الرمليـة الـساحلية والمنخفـضات التي تتواجد بـين الكثبان والتلال الداخلية الـصخرية وبصفة عامة توجد أربعة تلال طوليـة داخليـة موازيـة للشاطئ أولها يتكون مـــن كثبان رمليـة عرضها مابين 400 إلي 600 متر وإرتفاعهـا مابين 20 إلي 30 متر أما الثانية والثالثة فتربتهما أكثر تماسـكاً وترتفع مابـين 70 إلي 100 مـتر ويفـصلهما مـنخفض كـبير عرضه حوالي 3 كـم وجوانب هذه الـتلال معتدلة الإنحـدار والجزء الأسفل منها يحتوى علـى تربة خـصبة مزروعة بأشـجار التين فــى التلال الـساحلية وأشــجار الــتين والزيتون في التلال الداخلية أما المـسافات التى مابين هذه التلال فهي مـسطحة تقريبا وعلى بعــد 5 كم جنوب التل الثالث يبدأ الجزء الـشرقي لهضبة خـشم العيش التي ترتفع إلى حوالي 110 مـتر فوق مستوى سطح البحر وتتكــون صخورها أساسا مــن الحجــر الجـيري يليهــا هضبة أخري من التلال الداخلية تمتد بطول الحد الجنوبي للمحمية …..

 

أما الأهمية النباتية للمحمية فتعود للعدد الكبير من النباتات متعددة الفوائد والإستخدامات بها فقد تم تسـجيل عدد 251 نوع من النباتات الطبيعيـة بها تـضم حوالي 70 نوع له إستخدامات طبية وعلاجية مثل الزعتر والشيح واللال وحوالي 40 نوع له أهمية بيئية وعدد 60 نوع له أهميـة إقتـصادية ويمكن أن يدخل فى بعض الصناعات الصغيرة وحوالي عدد 40 نوع له قيمة رعوية حيث يصلح لرعي الأغنام بصفة خاصة بالإضافة إلى عدد 17 نوع مهدد بالإنقراض ومن تلك النباتات مايصلح كمصادر للوقود والطاقة مثل العجرم والعوسج ومنها ماهو مصدر للزيوت والصابون مثل حنة الغول ومنها ماهو غذاء للإنسان مثل البصل ومنها مايصلح لتجميل الحدائق مثل ضرس الشايب ومنها مايصلح لتصنيع الأحبال والأسقف والسلال مثل البوص ومنها مايصلح للرعي مثل الطفوة والدباح كما يوجد حوالى 40 نوع من النباتات لها أهمية لدورها البيئى منها حجز الرمال وبناء طبقات جديدة …..

 

وبخصوص الأهمية الحيوانية للمحمية فلأنها تحتــوي علي العديــد مــن الحيوانــات البريــة أهمها الغزلان والأرانب البرية وثعالب الصحراء والجرابيع والفئران عــلاوة علـي أعــداد كــبيرة مــن الزواحــف منها السلحفاة المصرية المهددة بـالإنقراض وأنواع مـن الثعابين وزاحف قاضى الجبل والحرباء والعقارب وأنواع عديـدة مـن الحيوانات اللافقارية ويصل عـدد المفـصليات منها إلى أكثر مــن 300 نوع كما يوجد بهـا مجموعة مــن الثدييات والحـشرات والرخويــات المهــددة بــالإنقراض كما يوجـد بالمحمية أنواع عديدة مــن الطيـور المهاجرة والمقيمة وعلاوة علي ماسبق فالمحمية أيضا لها بيئة بحرية وبرغم صغر مـساحة شـريط ميـاه البحـر الذي تـشمله المحميـة مقارنة بالمـساحة الكلية لها فإن هـذا الجـزء من أهم أجزاء شاطئ البحر المتوسط والذي له تميز فريد حيث نجد شاطئ منطقة العميد يوجد به حزام من المياه الضحلة عمقه يتراوح مابـين 8 إلي 10 متر وتكثر به الأعـشاب البحرية كما أنه يقع فى خـط سير الطيور المهاجرة …..
كما يوجد داخل نطاق محمية العميـد منطقة أثرية تعود للعـصريـن اليوناني والروماني وتـضم عــدد مــن المقابر المنحوتـة تحـت التربة والمقابر الـسطحية وبقايا مـــن القـصور والمنازل كما عثـر بالمنطقــة على عدد من الأواني الفخارية والعملات والمسارج وبقايا معبد وميناء قــديم وتعد بقايا هذه المدينة هي الوحيدة المتبقية بطول ساحل البحر المتوسط كمــا ينتشر بمنطقة المحميـة عدد مــن خزانات الميـاه الأرضية التى تعود للعـصر الروماني والتي يـستخدم معظمهـا حاليا لتجميـع ميــاه الأمطار ويـستفيد منها الـسكان المحلـيين خلال عمليات الرعـي كما شــهدت المنطقــة عـدد مــن المعــارك الحربيـة خلال الحرب العالميـة الثانية ويوجــد بـالقرب منها مزارات تاريخية لمقابر الجنود ومتحف العلمين الحربي ….

 

ومن الناحية الإجتماعية فإنه يسكن المنطقة حوالي 8 آلاف نـسمة مـن الـسكان المحلـيين موزعين علي عدد 4 قـري محليـة هي العميد وساحل العميد والـشمامة وأولاد جبريـل وهي تقع داخل نطاق محميـة العميـد ويتمثــل النـشاط الزراعي في أشـجار الـتين والزيتون واللوز وبعض المحاصيل التقليدية وتمثـل هـذه الزراعات مــصدر الدخل الرئيسي لهؤلاء السكان ثم يـأتي نـــشاط رعـــي الأغنـــام والماعز لأكثـر مـن 10 آلاف رأس فـــى المرتبـة الثانيـة مـن مـصادر الدخل علاوة على صناعات المـشغولات اليدوية والحرف التقليدية لعدد مـن السيدات والفتيات ……
ولمحمية العميـد دور هام في دعـم وإثراء البحـث العلمي لدي العديد مـن الجهات العلمية البحثيـة والجامعات المصرية المختلفـة نظرا لتنوع البيئات الطبيعيـة بالمحمية والتي تشمل عدد 6 بيئات الأمر الذى يساعد على التنوع في الغطاء النباتي الطبيعي بمنطقة المحميـة لذا فقـد أصـبحت المحميـة مقـصد دائـم لعـدد كبير من طلاب الفرق النهائية بالكليات العملية وطلاب الدراسات العليا بالجامعات المصرية المختلفة كما أنها أصـبحت المكان المناسب للتعرف على الكثير من أهـم أنــواع الكائنات الحية في بيئتها الطبيعيــة ضمن أعمال البحـث العلمي لعدد كبير مــن الجهـات البحثيـة والتي يصعب العثور عليها بمناطق أخري غير منطقة محمية العميد …..

 

وفي خلال العشر سنوات الأخيرة ومع تزايد متطلبات التنمية سواء من الناحية السياحية وإقامة القري والمنتجعات بطول الساحل الشمالي الغربي أو من الناحية الزراعية وبدء الدولة فى إستصلاح مساحات واسعة من الأراضى الصحراوية وشق الترع والمصارف والطرق الرئيسية ومع قيام العديد من السكان المحليين ببعض الأعمال الضارة بالموارد الطبيعية مثل الرعي الجائر وصيد الطيور والحيوانات البرية وقطع الأعشاب والنباتات الطبيعية لإستخدامها منزليا وعلاجيا الأمر الذى أوجد نوع من التحدي بين متطلبات التنمية السياحية والزراعية والإجتماعية بالمنطقة وبين متطلبات صون التنوع البيولوجي والحفاظ على موارد المحمية المتنوعة ومن هذا المنطلق فقد قامت وزارة شئون البيئة وجهاز شئون البيئة التابع لها وقطاع حماية الطبيعة ويمثلها بالمنطقة إدارة محمية العميد الطبيعية وبالتعاون مع بعض الجهات المحلية والعالمية فى وضع وتنفيذ العديد من برامج تنمية وتطوير منطقة المحمية من أجل التوفيق بين متطلبات التنمية ومتطلبات حماية الموارد الطبيعية وان كان لا يزال هناك العديد من البرامج التى تتطلب تضافر كافة الجهود من أجل تنفيذها بما يتوافق مع التغيرات المحلية والعالمية وتنفيذا للإتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بصون التنوع البيولوجي علي مستوى العالم …..