وادى الملوك

2022/11/01 02:14 م
دُفن معظم ملوك الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 - 1069 ق.م.) في وادي نهر جاف على الضفة الغربية من مدينة طيبة القديمة (الأقصر الحديثة)، ومن هنا جاء اسمه وادي الملوك، غير أن هذا الاسم ليس دقيقًا تمامًا نظرًا لأن بعض أفراد العائلة المالكة بخلاف الملوك تم دفنهم فيه، وكذلك بعض الأفراد غير الملكيين، وإن كانوا رفيعي المستوى. وينقسم وادي الملوك إلى الواديان الشرقي والغربي. يعد الجزء الشرقي الأكثر شهرة بينهما، حيث يحتوي الوادي الغربي على عدد قليل من المقابر، ويضم وادي الملوك إجمالاً أكثر من ستين مقبرة بالإضافة إلى عشرين مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر.
 
 تم اختيار هذا الموقع لدفن الملوك بعناية؛ حيث يقع على الضفة الغربية للنيل، وذلك لأن إله الشمس ينزل (يموت) في الأفق الغربي من أجل أن يولد من جديد، ويتجدد شبابه في الأفق الشرقي، ولهذا السبب ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية وكانت معظم المقابر المصرية القديمة تقع عمومًا على الضفة الغربية لنهر النيل لهذا السبب.
 
تم دفن ملوك الدولة الحديثة الأقوياء تحت قمة جرف صخري هرمي الشكل يحيط بالوادي. ولم يكن اختيار الوادي لنحت المقابر الملكية من قبيل الصدفة، فقد كان الهرم رمزًا للبعث والحياة الأبدية، كما اعتبر الشكل الهرمي إشارة من المعبودات، كانت هذه المنطقة والقمة نفسها، تحت سيطرة المعبودة حتحور: "سيدة الغرب".
 
كانت الطبيعة المنعزلة لهذا الوادي سببًا آخر لاختياره كمكان الراحة الأخير للملوك، فقد سرقت المقابر في العصور القديمة - كما حدث الأهرام الدولة القديمة والوسطى- وتجنبًا لذلك المصير، اختاروا مقابر خفية تحت الأرض في وادي صحراوي منعزل. أول حكام الدولة الحديثة الذي تأكد دفنه في وادي الملوك كان تحتمس الأول (حوالي 1504-1492 ق.م.) ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشرة. وفقًا لإيني، كبير مسئولي حفر مقبرته: "أشرفت على حفر مقبرته [الملك] في خصوصية، لا أحد يرى ولا أحد يسمع".